اجتمع أعضاء الصالون الأدبي في مكتبة جامعة القدس يوم أمس الأحد 19/2/2017 لمناقشة كتاب الأمير ل ميكافيللي

قدم المؤلف والكتاب أ. وضاح زبديه وناقشه الحضور من الموظفين والطلبة في الجامعة. يبحث كتاب الأمير في مشاكل ايطاليا السياسية وتخلفها في التنظيم السياسي والقوة العسكرية في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر عن الدول المجاورة مثل اسبانيا وفرنسا، فأرسل كتابه هذا كهدية إلى لورنزو دي ميديشي حاكم فلورنسا، بناء على المعرفة السياسية والعسكرية التي حصل عليها ميكافيللي بعد تجاربه الطويلة.

عرض ميكافيللي في كتابه الأمير (تراث الفكر السياسي) نصائح تعتبر ذات فائدة كبرى لرجال الحكم. والذي يعتبر بكتابه قد تأثر من الفلاسفة القدماء والأساطير التاريخية للشعوب إضافة لخبراته في مقاليد السياسة وأبرز من تأثر بهم: أفلاطون وسقراط. الذين استمدوا خبرات الحكم من حروبهم وغزواتهم في الحضارات القديمة، وأن هذه الخبرات قد نقلها في كتابه وامتدت على مدى خمسة قرون بعد ذلك. يوضح ميكافيللي في كتابه أن السياسة هي فن حكم البشر بعدة أنواع من الحكومات وطرق إقامة هذه الحكومات، سواء كانت ممالك وراثية أو ممالك مختلطة، أو طرق حكم الممالك في ظل قوانينها الخاصة، أو إمارات مدنية أو كنسية، حيث أن الممالك الوراثية اعتاد أهلها على الأسرة الحاكمة، وهناك عدم تقبل ممالك جديدة غير وراثية، باعتبار أن الحكم الوراثي له الحق. وبالنسبة للممالك المختلطة قد تحدث اضطرابات بين الرعية، أما الإمارات الكنسية محكومة بعبادات دينية قديمة وأتباعها من الرعية مسلِّمونَ لها كونها محكومة بالقيم العالية من عند الله. هذا وقد تطرق الأمير في كتابه عن أنواع الجيوش والأساليب الدفاعية والهجومية، وأهمية القوانين بالنسبة لهذه الجيوش بتوفر أسلحة قوية، وأن القوات المسلحة التي التي يعتمد عليها الأمير في الدفاع عن ممتلكاته، إما أن تكون بقوات خاصة به أو مرتزقة او رديفا أو مزيجاً وتسمى بالإضافية. وأنجح قوات للأمير هي القوات الخاصة التي يعتمد عليها وتشعره بالطمأنينة، وقوات الأمير الخاصة هي المؤلفة من مواطنيه، أما القوات المرتزقة أو الرديفة غالباً ما تكون لا تعرف النظام ويفثقرون الى الولاء، وتتصف بالشجاعة أمام الأصدقاء وبالجبن أمام الأعداء ولا تخاف الله، ولا ترعى الذمم مع الناس. اتبع ميكافيللي في معظم نصائحه السياسية للأمير مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" سواء كان في سحق المعارضة أو تجويعهم أو استعمار الأرض أو قيادة الجيوش، للوصول للهدف مهما كانت القرارات قاسية أو ظالمة وهذا ما يسمى بالميكافيللية. {gallery}activities/2017/2{/gallery}